Sunday, April 29, 2012

فيلم عربي مصري


أدركت مدى تشابه الوضع الحالي مع الأفلام العربية القديمة ذات السيناريو المتوقع نهايته ، الأب مات والأم تزوجت بعده من عشيقها الذي  يطمع في املاكها ، ثم ماتت هي الأخرى وقد تركت فتاتها الثرية بالوراثة لزوجها ليربيها ، الزوج عمل بوصية زوجته وإحتفظ بالفتاه ليس حباً فيها ولا رداً لجميل زوجته ، انما طمعاً في هذه الصغيرة ، فهو يعلم جيداً كم الإستفادة التي يمكن أن يستفيدها منها ، كبرت الفتاه على معاني الذل والمهانة ، كبرت على الطاعة العمياء وقول كلمة نعم دائماً ، كبرت وهي لا تعرف معنى كلمتي " الحق " و " الحرية " ، كبرت وهي لا تعرف سوى أنها مدينة لهذا الرجل بأنه رباها و أنفق عليها كل هذه السنوات ، ولم تدرك أنه لا ينفق عليها وعليه سوى من مالها ، كبرت الفتاه وأصبحت محل إعجاب كل الرجال ، وأصبح بيتها لا يخلو كل يوم من العرسان ، هذا شاب متفتح ويسعى لحياه مترفة له وهي لا تهم ، وهذا مؤمن بحريتها ولكن يمنحها ويأخذها منها في الوقت الذي يريده ، وهذا شاب ملتحي يسعى لاقناعها بإسم الدين والتدين ويؤمن بأنه سيصبح ولي عليها وليس من حقها فعل أي شيء لا يأمر به هو .
أصبحت الفتاه في حيرة شديدة من أمرها ، فتارة تميل إلى هذا وتارة تميل إلى ذاك ، وبالطبع من تحكم في هذه الحيرة كان زوج أمها فهو كان يفاضل بين العرسان بمبدأ من يدفع أكثر ، ومن سيفيده أكثر .... ولكن ظهر من لم يكن في حسبانه ، هذا الشاب الذي لا يملك شيء سوى شجاعته وقدرته على الدفاع عن الحق ، والذي يحبها حقاً ، الذي يعدها بأنه سيظل طوال حياته مخلصاً لها هي فقط وسيظل يبحث عن حقها في حياه هنيئة ورغيف خبز نظيف ، ولكنها لم تفهم كلامه فهي لم تفهم كلمة " حقها " ، وزاد على ذلك تشويه زوج أمها لهذا الشاب ، فلقد أدرك خطورته على خطته ، فنصحها بألا تثق به ، فهو بلطجي ويريد أن يفسد أخلاقها ، فأصبحت تكرهه وتفرح عندما يصاب في مواجهة زوج أمها .
ولكن هذا الشاب لم يفقد الأمل أبداً وظل يثابر للوصول إلى قلبها وظل يحارب من أجلها ، حاول أن يظهر لها الوجه الخفي لزوج أمها ، حاول أن يقنعها بحقيقة من يدعون حبها وهم لا يسعون سوى إلى مالها وجسدها .
وتظل النهاية غامضة ولكن بما أنه فيلم عربي فيمكن بسهولة توقعها ، فقد تكون نهاية من إثنين ؛ قد تفهم الفتاه أخيراً حقيقة واطماع زوج أمها وأعوانه ، وتتجه إلى من يحبها حقاً وهذه هي النهاية السعيدة التي نتمناها جميعاً .
وبما انني لا أؤمن بالنهايات السعيدة فالنهاية الأخرى المتوقعة والأكثر واقعية بأن الفتاه ستظل مغيبة تطيع زوج أمها إلى أن تقع مع أحد العرسان بعد تخلصهم من الشاب بقتله ، وقد تكتشف الحقيقة في النهاية ولكن بعد فوات الأوان في وقت لا يمكن التراجع فيه وستظل طول حياتها تعيسة .
ولربط هذا الفيلم بالواقع ، يجب أن تعرف أن الفتاه هي مصر ممثلة في شعبها ، وزوج الام بالطبع هو المجلس العسكري مجلس العار والخيانة . ومال الفتاه هو خير مصر وجسدها هو السلطة ، والعرسان هم المتصارعين على السلطة من اخوان وليبراليين وسلفيين ، أما الشاب فهو الشباب الثوري ذوي الإتجاه اليساري على الأغلب .

Sunday, April 8, 2012

8 ابريل ... بحر البقر وعلي ماهر ... لن ننسي!!

42 عاما قد مرت علي مجزرة بحر البقر التي ارتكبتها القوات الجوية الصهيونية حين قصفت مدرسة بحر البقر في الشرقية وأودت بحياة 31 طفلا وطفلة واصابة 50 اخرين من الطلاب.
وعاما واحدا قد مر علي استشهاد زميلنا علي ماهر ذو ال 16 عاما  الطالب في الثانوية العامة في مدرسة السعيدية علي يد قوات المجلس العسكري في فض اعتصام التحرير  ,وقد استشهد علي  برصاصة مصرية في العنق.
41 عاما تفصل بين الحادثين ,طلاب بحر البقر قتلهم جيش الصهاينة ,والطالب علي ماهر قتله عملاء الصهاينة الذين نسوا دماء طلاب بحر البقر , اختلفت المسميات والقاتل واحد , الفاشية العسكرية .. سواء كانت صهيوينة او مصرية.
بين 8 ابريل 1970 و8 ابريل 2011 , بين طلاب بحر البقر والطالب علي ماهر ... لن ننسي.

Tuesday, April 3, 2012

أصدقاء الثورة


 أصدقاء يعرفونك, أصدقاء لا يعرفونك, أصدقاء قابلتهم, أصدقاء فقط تكلمت معهم, أصدقاء تعرفهم ولا يعرفونك, أصدقاء لا يعرفونك ولا تعرفهم, ولكنهم أصدقاءك .... أصدقاء الثورة من أتكلم عنهم, من عرفتك عليهم الثورة ... في الاشتباكات, الاعتصامات,  المسيرات, حوارات تويتر, السجون, المستشفيات .... الخ
أصدقاء الثورة هم من يقفون بجوارك في الاشتباكات ويشاركوك نضالك, هم من يُضربون معك وهم من يُسجنون معك, أصدقاء الثورة  من يقفون امامك ويُحامونك بحياتهم وهم لا يعرفوك, هم من يُعلموك معني الشجاعة, هم من يشاركوك طعامهم القليل, هم من يُسعفونك, عندما تسقط, هم من يهتفون معك الي ان تضيع اصواتكم في نفس الوقت, هم من يُساندونك في النقاشات الثورية وهم من يُشتمون معك . هم  الذين يسيرون بجوارك في المسيرات التي تعود منها عليل الرجلين ولكنك لا تشعر بالألم فنقاشاتهم ودعاباتهم تلهيك, هم من تتكلم معهم لمدة المسيرة كلها وعندما ترحل تتذكر انك لم تعرف اسمائهم ...
تقلق عند اختفائهم وتشعر بأن احد من عائلتك هو من اختفي, تفرح لفرحهم وتكتأب لحزنهم, وانت لا تعرفهم شخصياً .
تنشكح عندما تري شخص يحمل شنطة او بداخل سيارة ملصق عليها لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين, او عسكر كاذبون, او يسقط  يسقط حكم العسكر ..... الخ, فتعتبر ان صاحبها صديقك مع انك لا تعرفه وتعرف جيداً انك لن تقابله مجددا ,ولكن تفرح لمجرد انك تعرف انك لست وحيداً, فكلك أمل وثقة بهم, فهم من سيدافعون عنك, فهم من يدافعون عن الحق .
أصدقاء الثورة الذين لا تعرفهم .. بمجرد معرفتهم انك في مأزق او انك تحتاج الي مساعدة, اياً كانت هذه المساعدة ,يكونوا اول من يعرضون المساعدة ,وينشغل بالهم الي ان تتوصل الي حل لمأزقك .
أصدقاء الثورة من كل الاتجاهات السياسية, الذين لو كانوا اناس اخرين لكنت في أشد الخلاف وكرهك لهم , ولكن لانهم اصدقاء الثورة فأنت تتقبلهم كما هم, تتحول نقاشاتكم المتعصبة الي مزاح, فقط لانكم لا تريدون ان تخسروا بعضكم البعض.
تشتاق اليهم وانت لم تقابلهم قط , يشكلون دعم كبير لك في اشياء كثيرة في الحياة وهم من يشجعونك علي اتخاذ خطوات فيها الكثير من الفائدة لك وهم من يساعدوك علي تشكيل وعيك.
وفي النهاية اكاد ان اجزم انك لن تستطيع فهم كلامي هذا الا اذا كان لديك صديق ثورة , بل بالعكس اذا لم يكن لديكك واحداً فانك ستعتبر كلامي مبالغاً به ولا اساس له من الحقيقة , ولكنك فقط لا تفهم هذا ,وقد قال لي احد اصدقاء الثورة : "صديق ثورة افضل من صديق عمر"
شكرا لكل اصدقاء الثورة الذين علموني ويعلموني ويعطوني الامل كل يوم , ورب صديق لك لم تحظ به الا بعد ثورة :)

Followers